السبت، 27 ديسمبر 2008

الشـــاعـــر



إكمالاً لما بدأه شاي أخضر في مدونته عن الشاعر: سيرانو دي برجراك هو بطل مسرحية بقلم الشاعر الفرنسي: إدمون روستان. ترجمها وهذبّها و حوّلها إلى رواية محتفظاً بكل تفاصيلها الأديب: مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله.
ليس عدلاً أن نحكي محتوى الرواية بحروفنا و كلماتنا.. ليس مراعاةً لحقوق النشر وحسب. لكن لأن بريقها سينطفئ و تتلاشى بلاغتها الأدبية التي تـُشعرك بتجسد كل إحساس فيها. إنها رواية تجعلك تعيش في قلب و عقل شاعر.. تنتهي منها و أنت تعيش في حزن و جرح ذلك الشاعر سيرانو دي برجراك. تنفعل لغضبه و تضحك لنكتته.. تبكي لحزنه و تستاء لسوء حظه.. وتعشق ثـقته، تهلهل لنصره، تساند مبدأه و تتغنى بملامحه.. تتمنى كقارئ لو تسير الأمور على عكس ما تكون.. لكن بدون هذه الدراما لن تكون رواية الشاعر بنصف إبداعها المسطور. الرواية لا تحكي عن التضحية كفضيلة فقط.. لكن هي تصور الحب بأطهر صوره، الشجاعة و القلب الجسور، العفة و الصداقة.. و الرجولة التي تصمد واقفة في مواجهة الموت. أضمُّ صوتي لصوت الكثيرين من محبي رواية الشاعر و أنصح بقراءتها بتمعن شديد..
مشهد أحببته: المعركة النفسية صـ 99ــ إلى بداية صـ 104ــ أعيش حالة ضحك و آسف على حال سيرانو مع كرستيان.
تتكرر كثيراً كلمة جاسكوني نسبةً لبلد سيرانوا و أفراد فصيلة شبان الحرس.
فما هي جاسكونيا؟
جاسكونيا: أو غاسكونيا وهي مقاطعة فرنسية قديمة، تقع بين جبال البرانس ونهر جارون في جنوبي فرنسا. كانت مسرحًا لحروب مستمرة بين القوات الفرنسية والإنجليزية حتى نهاية حرب المائة سنة، حيث فازت فرنسا بالإقليم.
يتعاقد سيرانو مع كرستيان لحماية حب روكسان: "أنت بحسنك و جمالك و أنا بفصاحتي و بياني، تسمع صوتي ولكن من فمك.. وتطرب لنغماتي ولكن من قيثارتك.. أي أنني أكمن في قرارة نفسك فنستحيل نحن الاثنين إلى شخصٍ واحد، أو تصبح أنت كل شيء و أصبح أنا لا شيء!.."

شكراً لك من جديد شاي أخضر
أهدتني زميلة الرواية من 4 سنواتٍ مضت
وها أنا أعيد قراءتها قبل نهاية 2008م
*الغلاف: رسم عبد الرحمن قاروط/ دار القلم و دار الينابيع/ الطبعة الأولى 1986 م/ 209 صفحات *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق